شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٢
ولا مستطيلة، وإذا سبرته واختبرت ما عنده وجدته لبيبا فطنا، لا يوقف على أسراره، ولا يدرك باطنه، ومن هذا المعنى قول الشاعر (1):
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفي أثوابه أسد مزير (2) ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير (3).
وقيل لبعض الحكماء: ما بال القصار من الناس أدهى وأحذق قال: لقرب قلوبهم من أدمغتهم.
ومن شعر الحماسة:
الا يكن عظمي طويلا فإنني * له بالخصال الصالحات وصول (4) ولا خير في حسن الجسوم وطولها (5) * إذا لم تزن حسن الجسوم عقول.
ومن شعر الحماسة أيضا وهو تمام البيتين المقدم ذكرهما:
فما عظم الرجال لهم بفخر * ولكن فخرهم كرم وخير ضعاف الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات نزور (6) لقد عظم البعير بغير لب * لم يستغن بالعظم البعير قوله عليه السلام " ومعروف الضريبة منكر الجليبة "، الجليبة هي الخلق الذي

(1) للعباس بن مرداس، ديوان الحماسة - بشرح المرزوقي 3: 1153.
(2) المزير: الجلد الخفيف النافذ في الأمور.
(3) الطرير: الشاب الناعم.
(4) ديوان الحماسة 3: 1181 - بشرح المرزوقي ونسبه إلى بعض الفزاريين.
(5) الحماسة: " ونبلها ".
(6) المقلات من القلت وهو الهلاك. والنزور: القليلة الأولاد من النزر، وهو القليل.
(٢٢)
مفاتيح البحث: البول (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست