ولا مستطيلة، وإذا سبرته واختبرت ما عنده وجدته لبيبا فطنا، لا يوقف على أسراره، ولا يدرك باطنه، ومن هذا المعنى قول الشاعر (1):
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفي أثوابه أسد مزير (2) ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير (3).
وقيل لبعض الحكماء: ما بال القصار من الناس أدهى وأحذق قال: لقرب قلوبهم من أدمغتهم.
ومن شعر الحماسة:
الا يكن عظمي طويلا فإنني * له بالخصال الصالحات وصول (4) ولا خير في حسن الجسوم وطولها (5) * إذا لم تزن حسن الجسوم عقول.
ومن شعر الحماسة أيضا وهو تمام البيتين المقدم ذكرهما:
فما عظم الرجال لهم بفخر * ولكن فخرهم كرم وخير ضعاف الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور بغاث الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات نزور (6) لقد عظم البعير بغير لب * لم يستغن بالعظم البعير قوله عليه السلام " ومعروف الضريبة منكر الجليبة "، الجليبة هي الخلق الذي