والسبب في عدم التعرض لذكره، أن البيهقي من أصحاب التصانيف الكثيرة فقد ألف نحوا من ألف جزء، ومن العسير جدا أن تذكر جميع مؤلفاته في كتب التراجم، لذلك نجدهم يذكرون أشهر الكتب التي ألفها دون التعرض لغيرها.
ولقد اعتمدت في التحقيق على نسخة واحدة فقط، ولم أستطع حتى الآن الحصول على نسخة أخرى.
أما النسخة التي بين يدي فقد كتبها عبد الله بن أحمد بن خليل الشافعي في غرة شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة (731) ه. وقد كتبها بخط جعلني أعاني كثيرا في سبيل الوصول إلى الحقيقة، فكثيرا ما تكون الكلمات غير واضحة وخاصة في رجال السند، وكنت أرجع إلى كثير من كتب الحديث والرجال حتى أستطيع أن أتبين حقيقتها وقد ساعدني على ذلك أن معظم المخطوطة انما هي أحاديث بأسانيدها، كنت أجدها في كتب الحديث الأصلية وكتب الرجال، ولو كان فيها الكثير من كلامه وتعليقاته لما استطعت تحقيقها الا بوجود نسخ أخرى.
وعدد أوراق المخطوط (45) ورقة قياس 5 ر 18 * 26 سم والمخطوطة موجودة في تركيا في مكتبة أحمد الثالث تحت رقم 1137 / 6.
وتوجد صورة عنها في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة، قسم الحديث رقم (9).
هل صنف أحد في عذاب القبر:
عذاب القبر من مسائل العقيدة التي اهتم فيها المسلمون قديما وحديثا فنجد له مجالا فسيحا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كلام الصحابة رضي الله عنهم، ولما جاء عصر التدوين، وبدأ الجمع والتصنيف في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كل من دون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يورد ما وصله من أحاديث عن سؤال القبر وعذابه أو نعيمه وكان بعضهم يتوسع في ذلك وبعضهم لا يذكر منها الا القليل كأصحاب السنن وذلك لأن أحاديث عذاب القبر ليست داخلة في موضوع كتبهم.