حجر حجر حمله النبي صلى الله عليه وسلم لبناء المسجد ثم حمل أبو بكر حجرا ثم حمل عمر حجرا فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي، وخرج أيضا في فضائل عثمان رضي الله عنه حديثا: لينهض كل رجل منكم إلى كفئه، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان.
فمن يخرج مثل هذه الأحاديث التي تكاد تكون نصا في خلافة الثلاثة وتفضيلهم وأفضلية عثمان رضي الله عنه هل يظهر به التشيع والرفض؟ مع هذا حكى الشيخ الذهبي كلام ابن طاهر وذيل عليه أن للحاكم جزءا في فضل فاطمة رضي الله عنها.
إذا نظرنا في هذا الرجل - كما قال السبكي - وجدنا أنه محدث ثقة لا يختلف في ذلك وهذه العقيدة تبعد عن المحدثين فان التشيع فيهم نادر. ثم إذا نظرنا في مشايخه الذين أخذ عنهم العلم وكانت له صحبة معهم وجدناهم من كبار أهل السنة ومتصلين في عقيدة أبي الحسن الأشعري كالشيخ أبي بكر إسحاق الضبي والأستاذ أبي بكر بن فورك والأستاذ أبي سهل الصعلوكي وأمثالهم وهؤلاء هم الذين كان يجالسهم في البحث ويتكلم معهم في أصول الديانات، ثم إذا نظرنا تراجم أهل السنة في تاريخه وجدناه يعطيهم حقهم من الاعظام والثناء كما يبدو مثلا من ترجمة أبي سهل الصعلوكي وأبي بكر بن إسحاق وغيرهما من كتابه ولا يظهر شيئا من الغمز على عقائدهم وإن استقرئ فلا يوجد مؤرخ ينتحل عقيدة يخلو كتابه عن الفخر على من يحيد عنها، ثم نرى أن الحافظ الثبت أبا القاسم بن عساكر أثبته في عداد الأشعريين الذين يستبعدون عن أهل التشيع ويبرؤون إلى الله عنهم.
وفي المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة بل فيه أحاديث موضوعة مستنكرة. واعتذر عن ذلك أن الحاكم صنفه في أواخر عمره وقد اعترته غفلة،