وتقلد القضاء بنيسابور سنة تسع وخمسين وثلاث مائة في أيام الدولة السامانية وزارة أبي النصر محمد بن عبد الجبار العتبي وقلد بعد ذلك قضاء جرجان فتمنع وكانوا ينفذونه في الرسائل إلى ملوك بني بويه.
روى عن أبيه ومحمد بن علي المذكر وأبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وأبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأحزم ومحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار نزيل نيسابور وأبى حامد بن حسنويه المقرئ وأبي النضر محمد بن محمد ابن يوسف الفقيه وأبى عمرو عثمان بن السماك وأبى بكر النجار وأبى الوليد حسان ابن محمد الفقيه وأبى بكر بن إسحاق الضبي الفقيه وعبد الباقي بن القانع الحافظ وأبى جعفر محمد بن صالح بن الحاني وأبى العباس بن محبوب والحسن بن يعقوب البخاري وأبى سهل بن زياد وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعلي بن محمد بن عقبة الشيباني وابن درستويه وخلق منهم أبو علي الحافظ النيسابوري انتفع بصحبته وما زال يسمع حتى سمع من أصحابه.
وروي عنه أبو الحسن الدارقطني وهو من شيوخه وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو ذر الهروي وأبو بكر البيهقي والأستاذ أبو القاسم القشيري وأبو صالح المؤذن وأبو العلاء الواسطي ومحمد بن أحمد بن يعقوب وأبو بطى الخليلي وعثمان بن محمد الجمحي والزكي عبد الحميد البحيري وجماعة آخرهم أبو بكر بن خلف الشيرازي.
وقد سمع منه من شيوخه أحمد بن أبي عثمان الحيري وأبو إسحاق المزكي وأعجب ما يحكى أن أبا عمر الطلمنكي قد كتب علوم الحديث للحاكم عن شيخ له بسماعه من صاحب الحاكم عن الحاكم.
كان الحاكم إماما جليلا حافظا عارفا ثقة واسع العلم اتفق الناس على إمامته وجلالته وعظمة قدره، ورحل إليه من البلاد لسعة علمه ودرايته واتفق العلماء على أنه من أعلم اللائمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين.