وطلبت الحديث بعد وفاة محمد بن إسحاق بن خزيمة بعشر سنين فإذا وقع الحديث من حديث أبي كريب وبندار وأبي موسى وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم عندي من حديث أبي بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب وأقرانهما عن هؤلاء الشيوخ فإنه لي أعلى من أن يكون عن من يقرب وفاته من ولادتي ونشوي وهذا أصل كبير في معرفة النزول وكذلك إذا وقع الحديث لطلابه في عصرنا عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى أبو أحمد بن يوسف السلمي أو مسلم بن الحجاج وأقرانهم فإنه أعلى من أن يقع لهم عن الشرقي ومكي وأقرانهما رضي الله تعالى عنه ذكر النوع الثالث من أنواع علم الحديث النوع الثالث من هذا العلم معرفة صدق المحدث وإتقانه وثبته وصحة أصوله وما يحتمله سنه ورحلته من الأسانيد وغير ذلك من غفلته وتهاونه بنفسه وعلمه وأصوله حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي حدثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا أصحابنا وكنا مشتغلين في رعاية الإبل وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم وكانوا يشددون على من يسمعون منه كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس
(١٤)