(فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر) قلت:
إني أطيث أفضل من ذلك، قال: (فسم يوما وأفطر يومين) قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: (فصم يوما وأفطر يوما، وهو أعدل الصيام) فقلت: أني أطيق أفضل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا أفضل من ذلك).
3033 - حدثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب في ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعاند بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: [هو] على ملة عبد المطلب، وأبي أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأستغفرن لك ما لم أنه عن ذلك).
فأنزل الله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) في أبي طالب، فقال له: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).