على الناس من ذاك كله قال فكانت منه سكينة وكانت مني التفاتة فرأيت راكبا فحسبت أن يأتيه فيشغله فقلت يا رسول الله وما هو أملك على الناس من ذلك كله فأومأ بيده إلى لسانه قلت يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نتكلم فقال ثكلتك أمك يا معاذ بن جبل وما تقول إلا لك أو عليك وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي ثنا جرير ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن الحكم وحبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل قال قلت يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله قال ثم قرأ هذه الآية تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال وإن شئت أنبأتك برأس هذا الأمر وعموده وذروة سنامه قلت أجل يا رسول الله قال أما رأس الأمر فالإسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله وإن شئت أنبأتك بأملك للناس من ذلك قلت وما هو يا رسول الله فأهوى بأصبعه إلى فيه قلت يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا قال ثكلتك أمك بن جبل هل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم
(١٤٣)