الناس فليدعوهم إلى مثل الذي دعوا إليه من كتاب الله وإسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وهجرته فمن تبعهم فهو المستجيب المؤمن المحسن التقي العابد المهاجر له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أبى هذا عليكم فقاتلوه حتى يفي إلى أمر الله ويفئ إلى فتنته ومن عاهدتم وأعطيتم ذمة الله يفوا له بها ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم التجارة منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما بينتموه له فقاتلوه ومن حاربكم فحاربوه أو كايدكم فكيدوا له أو جمع لكم فأجمعوا له أو غالكم فغولوه أو خادعكم فاخدعوه من غير أن تعتدوا أو ماكركم فامكروا به من غير أن تعتدوا سرا وعلانية فإنه من ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعون كله فاتقوا الله وكونوا على حذر في إنما هذه أمانة ائتمنني عليها ربي أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة منه احتج بها على من بلغه من الخلق جميعا فمن عمل بما فيه نجا ومن اتبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه تعلموا ما فيه واسمعوه آذانكم وعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور الأنصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور وكفى به أمرا ومعتبرا وزاجرا وعظة وداعيا إلى الله ورسوله هذا هو الخير الذي لا شر فيه كتاب محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله عز وجل ورسوله أمره أن يدعو إلى ما فيه من حلال وينهاه عما فيه من حرام ويدل على ما فيه من رشد وينهى عما فيه من غي حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا
(٩٣)