تكذيبهم بآيات الله فأخبركم الله في كتابه شأنهم وأعمالهم واعمال من هلك منهم بذنبه ليجتنبوا مثل ذلك أن يعملوا مثله كي لا تحل عليهم من سخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله وأخبركم الله عز وجل في كتابه هذا بانجاء من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا مثل أعمالهم فكتب لكم هذا تبيان لكل شئ ذلك كله برحمة منه لكم وشفقا من ربكم عليكم وهو هدى من الله من الله من الضلالة وتبيان من العمي وإقالة من العثرة ونجاة من الفتنة ونور من الظلمة وشفاء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وتبيان ما بين الدنيا والآخرة وفيه كمال دينكم فإذا عرضتم هذا فأقروا لكم فقد استكملوا الولاية فأعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام والإسلام الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة والطهور قبل الصلاة وبر الوالدين وصلة الرحم المسلمة وحسن صحبة الوالدين المشركين فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا فأدعوهم عند ذلك إلى الإيمان وابعثوا لهم شرائعكم ومعالم الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإن ما جاء به محمد الحق وإن ما سواه الباطل والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر والإيمان بهذا الكتاب ما بين يديه وما خلفه بالتوراة والأنجيل والزبور والإيمان بالبينات والموت والحياة والبعث بعد الموت والحساب والجنة والنار والإيمان بالله ولرسوله وللمؤمنين كافة فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فهم مسلمون مؤمنون ثم تدعوهم بعد ذلك إلى الإحسان أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الأمانة وعهده الذي عهده إلى رسوله وعهد رسوله إلى خلقه وأئمة
(٩١)