بين فخذيه وخاصرته قال ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ فذكر له أمره ويصف له شأنه وبخبر ما جاء به قال فكتب إليه صاحب رومية أنه النبي الذي كنا ننتظره لا شك فيه فاتبعه وصدقه فأمر هرقل ببطارقة الروم فجمعوا له في دسكرة ملكه وأمر بها فأسرجت عليهم بأبوابها ثم اطلع عليهم من عليه وخافهم على نفسه وقال يا معشر الروم إني قد جمعتكم لخبر إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه وأنه والله الرجل الذي كنا ننتظره ونجد في كتابنا فهلم فلنتبعه ولنصدقه فيسلم لنا دنيانا وأخرانا فنخروا نخرة رجل واحد ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت دونهم فقال كروهم علي وخافهم على نفسه فكروا عليه فقال يا معشر الروم إنما قلت لكم هذه المقالة التي قلت لكم لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي حدث فقد رأيت منكم الذي أسر به فوقعوا له سجودا وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا محمد ابن عزيز ثنا سلامة بن روح عن عقيل عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره قال حدثني أبو سفيان بن حرب أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا وذلك في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش قال أبو سفيان فأتى رسول قيصر فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيليا فدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه عليه التاج وإذا حوله عظاء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان قلت أنا أقربهم إليه نسبا قال ما قرابة ما بينك وبينه قلت وابن عمي قال أبو سفيان وليس في الركب يومئذ من بني عبد مناف غيري قال قيصر أدنوه مني ثم أمر أصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال قيصر لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا عن
(٢٠)