أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان وسألتك هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين يخالط بشاشة القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أنه قد فعل ذلك وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل ثم تكون لهم العاقبة وسألتك بم يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف وأداء الأمانة وهو نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أكن أظنه منكم وإن يك ما قلت حقا يوشك أن يملك موضع قدمي هاتين والله لو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقيه ولغسلت قدميه قال أبو سفيان فدعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر به فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاء الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون قال أبو سفيان فلما قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا يقولون قال فأمر بنا فأخرجنا فلما خرجت ومعي أصحابي وخلصت قلت لقد ارتفع أمر بن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان فوالله ما زلت ذليلا مستيقنا أن أمره سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام وأنا كاره
(٢٢)