الربذة يومئذ معنا ظعينة لنا فلما أتينا المدينة وأدنا حيطانها لبسنا ثيابا غير ثيابنا إذا رجل في الطريق فقال من أين أقبل القوم قلنا نمير أهلنا من تمرها ولنا جمل أحمر قائم مخطوم قال تبيعوني جملكم قلنا نعم قال بكم قلنا بكذا وكذا صاعا من تمر فما استنقصنا مما قلنا شيئا وضرب بيده فأخذ خطام الجمل ثم أدبر به فلما توارى عنا بالحيطان قلنا والله ما صنعنا شيئا وبايعنا من لا نعرف قال تقول امرأة جالسة لقد رأيت رجلا كأن وجهه شبة القمر ليلة البدر والله لا يظلمكم ولا يحتريكم وأنا ضامنة لجملكم فأتى رجل فقال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا قال فأكلنا وشبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا لمدين فأتينا المسجد فإذا هو يخطب على المنبر فسمعنا من قوله يقول تصدقوا فإن الصدقة خير لكم واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أباك وأمك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك فقام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله هؤلاء بنو يربوع قتلوا رجلا منا في الجاهلية فأعدنا عليهم قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن أبا لا يجني على ولد ألا إن أبا لا يجني على ولد ألا إن أبا لا يجني على ولد ثلاثا طارق بن أشيم الأشجعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي بكر بن عيسى الراسبي ثنا أبو عوانه عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال كان خضابنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الورس والزعفران
(٣١٥)