والعفاف قال فإن يك ما تقول فيه حقا إنه نبي وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظنه منكم ولو كنت أعلم أني أخلص لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن تركت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى قوله بأنا مسلمون فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده وكثر اللغط وأمر بنا فأخرجنا فقلت لأصحابي حين خرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة أنه ليخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام قال الزهري فدعا هرقل عظماء الروم فجمعهم في دار لهم فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد آخر الأبد وأن يثبت لكم ملككم قال فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فدعا بهم إني إنما اختبرت شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحببت فسجدوا له ورضوا عنه حدثنا هارون بن كامل السراج المصري ثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث حدثني يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان وكفار قريش فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلس وحوله عقلاء الروم ثم دعا ترجمانه فقال قل لهم أيهم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان أنا أقربهم به نسبا فقال أدن مني وقربوا أصحابه فجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه
(١٦)