صاحب له برومية ونظير له في العلم وسار هرقل إلى حمص فلم يرم حمص حتى جاءه كتاب صاحبه فوافق أجرة هرقل على خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نبي فأذن هرقل للعظماء من الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بالأبواب فأغلقت ثم اطلع عليهم فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشاد وأن يثبت لكم ملككم تتبعون هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد أغلقت فلما رأى هرقل ذلك ويئس من إيمانهم قال ردوهم علي وقال إني قلت لكم مقالتي التي قلت لكم آنفا لأختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت منكم الذي أحب فسجدوا له ورضوا عنه وكان ذلك في آخر حديثه حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس حدثني أبو سفيان بن حرب قال كنا قوما تجارا وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله قد حصرتنا حتى هلكت أموالنا فلما كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نأمن في أموالنا فخرجت في نفر من قريش آخذا إلى الشام وكان فيه للحرص فقدمتها حين ظهر هرقل على من كان عارضه من فارس فأخرهم منها وانتزع له صليبه الأعظم وقد كانوا سلبوه إياه فلما بلغه ذلك منهم وبلغه أن صليبه استنقذ له وكانت حمص منزله فخرج منها على قدميه متشكرا لله حين رد عليه ما رد ليصلي في بيت المقدس بسط له الطريق بالبسط ويلقى عليها الرياحين فلما انتهى إلى إيليا وقضى فيها صلاته ومعه بطارقته وأساقف الروم قال ربع عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية بن خليفة الكلبي بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم السلام على من اتبع الهدى أما بعد فأسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن تتول فإن إثم الأكارين عليك قال محمد بن إسحاق قال بن شهاب فحدثني أسقف النصارى قال أدركته في زمان عبد الملك بن مروان زعم لي أنه أدرك ذلك من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر هرقل وعقله قال لما قدم عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع دحية أخذه فجعله
(١٩)