وسأله التوفيق لإصابة الحق والهداية لطلب الرشد في الجمع بين الأخبار ونفي التضاد عن الآثار لعلم بتوفيق الواحد الجبار أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تضاد بينها ولا تهاتر ولا يكذب بعضها بعضا إذا صحت من جهة النقل لعرفها المخصوصون في العلم الذابون عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الكذب وعن سنته القدح المؤثرون ما صح عنه صلى الله عليه وسلم على قول من بعده من أمته صلى الله عليه وسلم والفصل بين الجمع في هذه الأخبار أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أهل بالعمرة حيث أحرم كذلك قاله مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يهل بالعمرة وحدها حتى بلغ سرف أمر أصحابه بما ذكرنا في خبر أفلح بن حميد فمنهم من أفرد حينئذ ومنهم من أقام على عمرته ولم يحل فأهل صلى الله عليه وسلم بهما معا حينئذ إلى أن دخل مكة وكذلك أصحابه الذين ساقوا معهم الهدي وكل خبر روي في قران النبي صلى الله عليه وسلم إنما كذلك حيث رأوه يهل بهما بعد إدخاله الحج على العمرة إلى أن دخل مكة فلما دخل مكة صلى الله عليه وسلم وطاف وسعى أمر ثانيا من لم يكن ساق الهدي وكان قد أهل بعمرة أن يتمتع ويحل وكان يتلهف صلى الله عليه وسلم على ما فاته من الإهلال حيث كان ساق الهدي
(٢٢٩)