قلت ففيم العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذه الأخبار التي ذكرناها في إفراد المصطفى صلى الله عليه وسلم الحج وقرانه وتمتعه بهما مما تنازع فيها الأئمة من لدن المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ويشنع به المعطلة وأهل البدع على أئمتنا وقالوا رويتم ثلاثة أحاديث متضادة في فعل واحد ورجل واحد وحالة واحدة وزعمتم أنها ثلاثتها صحاح من جهة النقل والعقل يدفع ما قلتم إذ محال أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان مفردا قارنا متمتعا فلما صح أنه لم يكن في حالة واحدة قارنا متمتعا مفردا صح أن الأخبار يجب أن يقبل منها ما يوافق العقل ومهما جاز لكم أن تردوا خبرا يصح ثم لا تستعملوه أو تؤثروا غيره عليه كما فعلتم في هذه الأخبار الثلاثة يجوز لخصمكم أن يأخذ ما تركتم ويترك ما أخذتم ولو تملق قائل هذا في الخلوة إلى البارئ جل وعلا
(٢٢٨)