كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٦٩
الرمضاء فهم بعضهم بقتلها فقال عبيد: هي إلى من يصب عليها نقطة من الماء أحوج، قال: فنزل فصب عليها الماء. قال: ثم إنهم مضوا فأصابهم ضلال شديد حتى ذهب عنهم الطريق. قال: فبينا هم كذلك إذا هاتف يهتف بهم يقول:
يا أيها الركب المضل مذهبه * دونك هذا البكر منا فاركبه حتى إذا الليل تولى مغربه * وسطع الفجر ولاح كوكبه.
فخل عنه رجله وسبسبه قال: فسار به الليل حتى طلع الفجر مسيرة عشيرة أيام بلياليهن، فقال عبيد:
يا أيها المرء قد أنجيت من غم * من فياف يضل الراكب الهادي هلا تخبرنا بالحق نعرفه * من الذي جاد بالنعماء في الوادي فقال:
أنا الشجاع الذي أبصرته رمضا * في ضحضح نازح يسري به صادي فجدت بالماء لما ضن شاربه * رويت منه ولم تبخل بإنجاد الخير يبقى وإن طال الزمان به * والشر أخبث ما أوعيت من زاد (93) - حدثني المغيرة بن محمد، حدثني هارون بن موسى، حدثني عبد الملك بن عبد العزيز، وغيره قالوا: أخر الوليد بن عبد الملك صلاة العصر بمنى حتى صارت الشمس على رؤوس الجبال كالغمام على رؤوس الجبال، فسمع صائحا من الجبال:
" صل لا صلى الله عليك، صل لا صلى الله عليك " (94) - حدثني الحسن بن علي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، حدثني ابن
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست