كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٧١
أنجز ما وعد من شق القمر * الله أكبر النبي قد ظهر فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت.
فقال عمر - رضي الله عنه -: أنا كنت عند ذبح لهم هتف هاتف من جوفه:
يا لذريح، يا لذريح، صائح يصيح، بأمر فليح، ورشد نجيح، يقول: لا إله إلا الله، فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر، ودعا إلى الإسلام، فأسلمت.
وقال خريم بن فاتك: وأنا أظللت إبلا لي فخرجت في طلبهن حتى كنت ببارق العزاف، فأنخت راحلتي، ثم عقلتها، ثم أنشأت أقول: أعوذ بسيد هذا الوادي، أعوذ بعظيم هذا الوادي، ثم وضعت رأسي على جملي فإذا هاتف من الليل يهتف ويقول:
ألا فعذ بالله ذي الجلال * ثم اقرأ آيات من الأنفال ووحد الله ولا تبال * ما هول الجن من الأهوال فانتبهت فزعا فقلت:
يا أيها الهاتف ما تقول * أرشد عندك أم تضليل فأجابني:
هذا رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة وينزع الناس عن الهنات * يأمر بالصوم وبالصلاة فوقع قوله في قلبي فقمت إلى جملي فحللت عقاله، ثم استويت عليه، وقلت:
أرشدنا رشدا هديتا * لا جعت ما عشت ولا عريتا بين لي الرشد الذي أوتيتا فأجابني:
صاحبك الله وسلم نفسكا * وعظم الأجر واد رحلكا آمن به أفلح ربي كعبكا * وابذل له حتى الممات نصركا قال: فقلت: من أنت؟ قال: أنا مالك بن مالك سيد أهل نجد، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به، وأسلمت على يديه، وأرسلني إلى جن نجد أدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وطاعته، فالحق بهم يا خريم، وآمن به، فأما إبلك فقد كفيتها، حتى تأتيك في
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست