تركة النبي (ص) - حماد بن زيد البغدادي - الصفحة ٨٩
جاءكم الله عز وجل بالغنا قال أبو بكر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت فلكم الغنى ولم يبلغ علمي بتأويل هذه الآية أن أسلم هذا السهم إليكم كاملا فلكم الغنى الذي يسعكم ويفضل عنكم وهذا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهما فاسألي عن ذلك فانظري هل يوافقك على قولك أحد منهم فانصرفت إلى عمر فذكرت له مثل الذي ذكرت لأبي بكر بقصصه وحدوده فقال لها عمر رضي الله عنه مثل الذي راجعها أبو بكر فقد بينت هذه الرواية جلالة قدر فاطمة عليها السلام عند أبي بكر ولعله لا يكون أحد من العالمين أشد حبا لها من أبي بكر عليهما السلام كما كان أشد الناس حبا لأبيها صلى الله عليه وسلم وتصديقه إياها في كل ما تحكيه أو ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشك في أنها تقول الصدق والحق وأنه يعمل بروايتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل قولها وينتهي إليه ليس كما ذكر هؤلاء أنها قالت لأبي بكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقطعها فدك وشهد لها بذلك علي فلم يقبل أبو بكر قولها لأنها مدعية لنفسها ولم يقبل شهادة علي عليه السلام لأنه زوج بل قد قال لها فيما ادعت أنت عندي مصدقة أمينة فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك في ذلك عهدا أو وعدك منه وعدا أو أوجبه لكم صدقتك وسلمت إليك هذا خلاف ما حكوا وادعوا وشنعوا به وقد صدق أبو بكر جابر بن عبد الله فيما وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال البحرين فقال لو أتاني مال البحرين لقد حثوت لك كذا وكذا فلما جاء أبا بكر مال البحرين أمر جابر أن يحثوا واحدة ففعل فقال له عدها فعدها فأعطاه مرتين مثلها وكذلك كان تصديق بعضهم بعضا فهو كان يصدق شهادة جابر في وعده ويدفعه له ويمنع فاطمة عليها السلام قطيعة لها ومعها زيادة علي عليه السلام على ما يزعمون وإنما شأنهم في
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»