تركة النبي (ص) - حماد بن زيد البغدادي - الصفحة ٩٤
على المسلمين إطعام رجل واحد أطعمه من خيبر شيئا قليلا ولا كثيرا وزعموا أنه أقطع فاطمة فدك بأسرها دون جميع الناس وخفي ذلك على المسلمين حتى لم نجد شاهدين من أهله ولا من غيرهم علما بذلك يشهدان بها فليتق الله قوم ولا يحملهم ما يريدون من الطعن على من تقدم من الأئمة أن يخرجهم ذلك إلى الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبتوا زعموا بقولهم أنه صلى الله عليه وسلم كان نبيا ملكا لا نبيا زاهدا لأنه متى ثبت قولهم فيما ذكروا مما حواه لنفسه وتركه ميراثا وأنكروا أن يكون تركه صدقة وخرج منه لله عز وجل حتى خلف خيبر مع عظيم قدرها وأموال بني النضير وهي الحوائط السبع بالمدينة لم يخرج إلى الله عز وجل منه وأقطع ابنته فاطمة دون جميع المسلمين فدك مع كثرتها وجلالتها فلو كان الأمر على ما قالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنته حازا جميع هذه الأموال لأنفسهما دون جميع المسلمين لكان صلى الله عليه وسلم أحد ملوك الدنيا من الأنبياء وهو أزهد الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين لا نعلم أحدا من الأنبياء عرضت علي خزائن الأرض على أن لا ينقصه ذلك مما عند الله عز وجل في الآخرة فأبى ذلك وقال بل اجمعوه لي في الآخرة غيره صلى الله عليه وسلم ولم يزل معرضا عن الدنيا لا يعبأ بشئ منها حتى لقي الله عز وجل وقد ذكرنا قليلا من كثير من زهده في الدنيا في هذا الكتاب ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعها فدك وعلم بذلك علي عليه السلام وشهد به كما ذكروا لأوجبها علي عليه السلام لورثة فاطمة عليها السلام حيث ولي الأمر ولم يظلمهم حقوقهم أن كان قد شهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما زعموا ولم يسعه إلا ذلك إن كان كما قالوا شهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن علمه أبو بكر فرد شهادته من أجل أنه زوجها وكان يجب عليه عليه السلام حيث ولي الأمر أن يمضيه لهم ويقول قد أشهدني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد أبو بكر شهادتي من أجل أني زوج ولا يسعني إلا إنفاذ الحق لأهله كما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لها إذ علمت منه ما لم يكن علمه أبو بكر
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»