أمورهم الدعاوى الكاذبة والتشنيعات ثنا القبيحة التي يلزمون عليا عليه السلام فيها من العيب أكثر مما يلزمون من يريدون الطعن عليه لأنهم يذكرون أن عليا عليه السلام لم يقم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يدعونها له وإنه مع ذلك بايع أبا بكر وعمر وعثمان وهم ظالمون ثم ملك الأمر فلم يخالف أفعالهم في فدك وسهم ذوي القربى في جميع أحكامهم وهي عندهم ظلم وهكذا ينكشف عوار مذهب من حاد عن الطريق وفارق السلف الذين أثنى الله عز وجل على متبعيهم بإحسان وأوجب لهم بذلك رضوانه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وكذلك ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه فعله بعدي بن حاتم لما جاء بصدقات قومه إلى أبي بكر وهو يقاتل أهل الردة فأعطاه منها ثلاثين بعيرا فقال له عدي أنت تحتاج إلى الإبل في هذا الوقت فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما قدمت عليه تعود ويكون خير قال أبو إسحاق وسمعت عمي يقول وذكر هذه القصة قال هذا الوأي وهو أضعف من الوعد قوله تقدم ويكون خير فلم يدع أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأيا ولا وعدا إلا أنفذه قال حماد ولم يستأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من الأموال ولا أعتقد ذلك لنفسه ولا لابنته عليهما السلام بل كان قصده لأمر الآخرة والزهد في الدنيا ورفضها والأعراض عنها وكذلك كان اختياره لفاطمة عليها السلام ترك الدنيا والزهد فيها حتى لم يعطها خادما من السبي الذي أتاه مع ما شكت هي وعلي عليهما السلام من شدة الحاجة إلى ذلك ووكلهم إلى التسبيح والتحميد والتكبير وأن ذلك خير لهما من الخادم وأن أمر الآخرة أولى بهما من الدنيا وامتنع من الدخول إليها حين قدم من تبوك وقد بدأ بها كما كان يفعل إذا قدم من سفر من أجل مقينعة صبغتها بشئ من زعفران وستر
(٩٠)