العوض من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ففي هذا أبين الحجة وأوضحها لدفع ما قالوا ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعها فدك مع عظيم قدر فدك وكثرتها وجلالتها حتى يقول صلى الله عليه وسلم لبلال في الرواحل أهداهن لي عظيم فدك وهذا أيضا يدل على عظم قدرها يومئذ لكان ذلك ظاهرا مكشوفا عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يضق علم ذلك حتى يحتاج فيه كما زعموا إلى شهادة علي عليه السلام وحده ولو كان أشهد عليا على ذلك لأشهد معه غيره من أصحابه فلقد كان صلى الله عليه وسلم يفعل فيما هو أقل خطبا من فدك الفعل فيعرف ذلك المسلمون ولا يخفى عليهم اتباعا منهم لأموره وأفعاله وتفقدا منهم لها وكيف كان يخفى إقطاعه ابنته مثل فدك وما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا قطيعة في ناحية من النواحي ولا أطعم أحدا من أصحابه بخيبر حيث أطعم بها جماعة منهم للواحد منهم الأوسق وأكثر منها إلا كان ذلك معلوما ظاهرا لم يخف منها شئ على المسلمين ويكتب لمن يقطع ذلك الكتب تكون بأيديهم ويرسل فيما بعد من المدينة مع من أقطعه من يسلمه إليه حتى لم يخف ما أقطعه وائل بن حجر حضرموت وتسميته من أرسل معه وكذلك أبيض بن حمال المأربي أقطعه بمأرب من اليمن وكذلك قيلة أخت بني أنمار وصاحبها وكذلك مجاعة باليمامة وسائر من أقطعه من العرب وغيرهم في المواضع القريبة والبعيدة مما يكثر ويطول به الكتاب فكيف يخفى مثل هذا وخيبر وفدك أجل ما فتح الله على رسوله فما خفي
(٩٣)