تركة النبي (ص) - حماد بن زيد البغدادي - الصفحة ٩١
اتخذته وبساط حتى نزعت ذلك ولبست أطمارها فدخل إليها وقال كذلك كوني فداك أبي وأمي وامتنع في الحديث الآخر من الدخول إليها من أجل مسح أو ستر وقلبين به من فضة حلت بهما الحسن والحسين وفجعهما هذا بهما وهما يبكيان على القلبين وبعث بذلك إلى أهل بيت بالمدينة وقال إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فكيف يمنعها القليل الحقير من أمر الدنيا ولا يرضاه لها ويقطعها فدك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله عز وجل أن يجعل رزق آل محمد قوتا فكيف كانت هذه دعوته ومسألته ربه لهم ويزعم هؤلاء أنه اتخذ الأموال الجليلة لنفسه وابنته وقد برأه الله عز وجل من ذلك فاعرض عن الدنيا فلم يلتفت إليها حتى لقي الله عز وجل فهذه كانت سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله الزهد في الدنيا والقصد لأمر الآخرة وبه نزل القرآن في أمر أزواجه قال الله عز وجل يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فخيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وبدأ بعائشة فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة فهذا كان مذهبه صلى الله عليه وسلم في نفسه وأهله وقد بيناه من كتاب الله عز وجل ومن الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان أقطعها فدك كما ذكروا لكانت من أيسر امرأة في العرب لجلالة قدرها وكثرة ثمنها فقد كانت قيمتها القيمة الجليلة التي لم يملك حجازي ما يقاربها وكذلك ادعو أيضا في سائر الأموال التي أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ملكها لنفسه حتى خلفها ميراثا ولم يجعلها صدقة طعنا منهم على أئمة السلف
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»