المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج ١١ - الصفحة ١٦٠
يعود إلى الجنة، واعتبروا في ذلك أنهما إلفان (1)، يقال للصادق يصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال يكذب حتى يكتب كاذبا، ألا وإن الكذب لا يحل في جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل منكم صبيه ثم لا ينجز له، ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم قد طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وابتدعوا في دينهم، فإن كنتم لا محالة بسائلهم (2) فما وافق كتابكم فخذوه، وما خالفه فاهدوا (3) عنه واسكتوا، ألا وإن أصغر البيوت البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شئ، خرب كخرب البيت الذي لا عامر له، ألا وإن الشيطان يخرج من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة تقرأ فيه (4).
(20199) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم قال: سمعت أبا العالية يقول: أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان قبلكم، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
(20200) - أخبرنا عبد الرزاق عم معمر عن أبي إسحاق عن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ضمن لي ستا ضمنت له الجنة، قالوا: ما هن؟ يا رسول الله! قال: إذا حدث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا

(1) كذا في (ص) وكذا ما بعده، وفي ابن ماجة بعد قوله: وإن البر يهدى إلى الجنة: (وإنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب: كذب وفجر، ألا وإن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
(2) كذا في (ص) والصواب عندي (سائليهم).
(3) كذا في (ص).
(4) أخرج أكثره ابن أبي شيبة، وقد نقله شيخ مشائخنا الشاه ولي الله في كتابه إزالة الخفاء (المقصد الثاني ص 186) والشيخ علي المتقي في الكنز 8: 126 تبعا للسيوطي في الجامع الكبير، وكذا أخرج أكثره أبو نعيم في الحلية 1: 138 وأخرج بعضه ابن ماجة في سننه ص 6.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست