السقيفة وفدك - الجوهري - الصفحة ٨٣
هذا، قال: فلم يزل بينهما كلام حتى غضبا، فقال عثمان: ألست الذي خلفك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم تبوك، فقال علي: ألست الغر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يوم أحد.
قال: ثم حجز الناس بينهما، قالك ثم خرجت من المدينة حتى انتهيت إلى الكوفة فوجدت أهلها أيضا وقع بينهم شر، ونشبوا في الفتنة، وردوا سعيد بن العاص، فلم يدعوه يدخل إليهم، فلما رأيت ذلك رجعت حتى أتيت بلاد قومي.
* محمد بن قيس الأسدي، عن المعروف بن سويد، قال: كنت بالمدينة أيام بويع عثمان، فرأيت رجلا في المسجد جالسا وهو يصفن بإحدى يديه على الأخرى، والناس حوله. ويقول: واعجبا من قريش واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت، معدن الفضل، ونجوم الأرض، ونور البلاد، والله أن فيهم لرجلا ما رأيت رجلا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أولى منه بالحق، ولا أقضى بالعدل، ولا آمر بالمعروف، ولا أنهى عن المنكر، فسألت عنه فقيل: هذا المقداد، فتقدمت إليه، وقلت:
أصلحك الله من الرجل الذي تذكره، فقال: ابن عم نبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، علي بن أبي طالب.
قال: فلبثت ما شاء الله، ثم إني لقت أبا ذر رحمه الله، فحدثته ما قال المقداد، فقال: صدق، قلت: فما يمنعكم أن تجعلوا هذا الأمر فيهم، قال: أبى ذلك قومهم، قلت: فما يمنعكم أن تعينوهم قال: مه لا تقل هذا، إياكم والفرقة والاختلاف.
قال: فسكت عنه ثم كان من الأمر بعد ما كان.

(١) ابن أبي الحديد ٩: ٣.
(٢) أبو نصر محمد بن قيس الأسدي الوالي الكوفي... كان من الثقاة روى عنه حفيده وهب ابن إسماعيل بن محمد بن قيس، والثوري وشعبة وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، ويحيى بن سعيد الأموي، ووكي، وأبو نعيم وآخرون. تهذيب التهذيب ٩: ٤١٢.
(٣) يصفن: يضرب.
(٤) ابن أبي الحديد) ٩: ٢١. الغدير ٩: ١١٤ بلفظ آخر. تاريخ اليعقوبي ٢: ١٤.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست