إلهي فإذا جئناك عراة مغبرة من ثرى الأجداث رؤوسنا، وشاحبة من تراب الملاحد وجوهنا (3)، وخاشعة من أهوال القيامة أبصارنا، وجائعة من طول القيام بطوننا، وبادية هناك للعيون سوأتنا ومثقلة من أعباء الأوزار ظهورنا، ومشغولين بما قد دهانا عن أهلينا وأولادنا، فلا تضاعف علينا المصائب بإعراض وجهك الكريم عنا، وسلب عائدة ما مثله الرجاء منا.
إلهي ما حنت هذه العيون إلى بكائها، ولا جادت متسربة بمائها (4) ولا شهرت بنحيب المثكلات فقد عزائها، إلا لما سلف من نفورها وإبائها، وما دعاها إليه عواقب بلائها، وأنت القادر يا كريم على كشف غمائها.