ابن أبي محمود قال: قال لنا الرضا (عليه السلام): أي الإدام أحرى؟ فقال بعضنا: اللحم، وقال بعضنا: الزيت، وقال بعضنا: اللبن، فقال هو (عليه السلام): لا بل الملح ولقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي بعض الغلمان الملح، فذبحوا لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا بشيء حتى انصرفنا (1).
[14142] 3 - الصدوق، عن أبيه، وابن الوليد، وابن المتوكل جميعا، عن سعد والحميري ومحمد العطار، عن ابن عيسى وابن هاشم جميعا، عن ابن محبوب، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: كان بدء نبوة إدريس (عليه السلام) أنه كان في زمانه ملك جبار وأنه ركب ذات يوم في بعض نزهه، فمر بأرض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة فأعجبته فسأل وزراءه لمن هذه الأرض؟ قالوا: لعبد من عبيد الملك فلان الرافضي، فدعا به فقال له: أمتعني بأرضك هذه، فقال له: عيالي أحوج إليها منك، قال: فسمني بها أثمن لك، قال:
لا أمتعك ولا أسومك دع عنك ذكرها، فغضب الملك عند ذلك وأسف وانصرف إلى أهله وهو مغموم متفكر في أمره وكانت له امرأة من الأزارقة وكان بها معجبا يشاورها في الأمر إذا نزل به، فلما استقر في مجلسه بعث إليها ليشاورها في أمر صاحب الأرض فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب فقالت له: أيها الملك ما الذي دهاك حتى بدا الغضب في وجهك قبل فعلك؟ فأخبرها بخبر الأرض وما كان من قوله لصاحبها ومن قول صاحبها له، فقالت: أيها الملك إنما يهتم به من لا يقدر على التغيير والانتقام وإن كنت تكره أن تقتله بغير حجة فأنا أكفيك أمره وأصير أرضه بيدك بحجة لك فيها العذر عند أهل مملكتك، قال: وما هي؟ قالت: أبعث إليه أقواما من أصحابي أزارقة حتى يأتوك به فيشهدوا عليه عندك أنه قد برئ من دينك فيجوز لك قتله وأخذ أرضه، قال: فافعلي ذلك، قال: فكان لها أصحاب من الأزارقة على دينها يرون قتل