الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) (١) فبئست الدار لمن لم يتهيبها ولم يكن فيها على وجل، واعلموا وأنتم تعلمون أنكم تاركوها لابد وإنما هي كما نعت الله: ﴿لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد﴾ (٢) فاتعظوا فيها بالذين كانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون ويتخذون مصانع لعلهم يخلدون (٣) وبالذين قالوا: ﴿من أشد منا قوة﴾ (٤) واتعظوا بمن رأيتم من اخوانكم كيف حملوا إلى قبورهم ولا يدعون ركبانا وانزلوا ولا يدعون ضيفانا وجعل لهم من الضريح أكنان ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما، لا يزورون ولا يزارون، حلماء قد بادت أضغانهم، جهلاء قد ذهبت أحقادهم، لا تخشى فجعتهم ولا يرجى دفعهم وهم كمن لم يكن وكما قال الله سبحانه: ﴿فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين﴾ (٥) استبدلوا بظهر الأرض بطنا وبالسعة ضيقا وبالأهل غربة وبالنور ظلمة جاؤها كما فارقوها حفاة عراة قد ظعنوا منها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة وإلى خلود أبد يقول الله تبارك وتعالى: ﴿كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين﴾ (6) (7).
روى مثلها السيد الرضي في نهج البلاغة: الخطبة 111.
[14081] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإنك