طمع الغراب، ولا يسأل الناس وان مات جوعا، أولئك الخفيضة عيشهم المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا في قبورهم يتزاورون، قلت: وأين أطلب هؤلاء؟ قال: في أطراف الأرض بين الأسواق وهو قول الله عز وجل: ﴿أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين﴾ (1) (2).
[13673] 4 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه عن مهزم الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا شحمة أذنة ولا يمتدح بنا معلنا ولا يواصل لنا مبغضا ولا يخاصم لنا وليا ولا يجالس لنا عائبا، قال: قلت:
فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال: فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل تأتي عليهم سنون تفنيهم وطاعون يقتلهم واختلاف يبددهم.
شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل وإن مات جوعا، قلت: فأين أطلب هؤلاء؟ قال: أطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقل دارهم، إذا شهدوا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعاودوا وإن خطبوا لم يزوجوا وإن رأوا منكرا ينكروا وإن يخاطبهم الجاهل سلموا وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموا وعند الموت هم لا يحزنون وفي القبور يتزاورون، لم تختلف قلوبهم وإن رأيتهم اختلف بهم البلدان (3).
[13674] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في توصيف العلماء:...
واعلموا إن عباد الله المستحفظين علمه يصونون مصونه ويفجرون عيونه يتواصلون بالولاية ويتلاقون بالمحبة ويتساقون بكأس روية ويصدرون برية لا تشوبهم الريبة