ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم.
واعلم يا جابر إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة تذكر فيعينونك وإن نسيت ذكروك قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، إني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم كفيئ الظلال.
يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من دينه وحكمته ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب فلعمري لرب حريص على أمر قد شقى به حين أتاه ولرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل ﴿وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين﴾ (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11221] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد ابن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله (3).
[11222] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن