أعوذ بك من الفتنة»، لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن فإن الله سبحانه يقول: ﴿واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ (1) ومعنى ذلك انه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث وبعضهم يحب تثمير المال ويكره انثلام الحال (2).
[11121] 10 - المجلسي رفعه عن سفيان الثوري قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت له: أوصني بوصية احفظها من بعدك، قال (عليه السلام): وتحفظ يا سفيان؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله، قال (عليه السلام): يا سفيان لا مروة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملوك ولا خلة لمختال ولا سؤدد لسيء الخلق ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان ثق بالله تكن عارفا وارض بما قسمه لك تكن غنيا، صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيمانا ولا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان من أراد عزا بلا سلطان وكثرة بلا إخوان وهيبة بلا مال فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان أدبني أبي (عليه السلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث، فأما اللواتي أدبني بهن فإنه قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن لا يقيد ألفاظه يندم ومن يدخل مداخل السوء يتهم قلت: يا ابن بنت رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن؟ قال (عليه السلام): نهاني أن اصاحب حاسد نعمة وشامتا بمصيبة أو حامل نميمة (3).