المصادر واستجمع كل شروط الصحة حتى بمقياس المتشددين في نقد الحديث كما سترى في هذا المعجم.
لذلك نوصي أنفسنا وإخواننا الباحثين أن يكون قبولهم أو ردهم بعد إعمال المقياس العلمي الرصين بأصوله المقررة في علم الحديث، وما يتصل به من علوم أيضا.
وقد كان عملنا في المعجم أن نستقصي الأحاديث ونوردها جميعا على علاتها وقوتها، ونذكر في هوية كل منها جميع المصادر التي أوردته، وأهم فروق رواياته، وما يكون من كلمات العلماء والمحدثين حوله، واكتفينا بأهم ذلك وبسندي المصدرين الأولين حتى لا يتضخم الكتاب، ولم ندخل في بحث تحقيق السند أو الدلالة إلا أحيانا عندما يقتضي الامر.. فكان الوصف الدقيق لهذا المعجم أنه يقدم إلى الباحث المادة الخام ويسهل له أن يحاكم ويستنتج بنفسه. ونرجوا أن نكون توفقنا لبلوغ هذا الهدف الجليل.
5 تفاوت نسخ كتب الحديث بالمقايسة مع ثروات الأمم الأخرى تأتي ثروة المسلمين من المؤلفات في المرتبة الأولى من حيث درجة المحافظة عليها عبر الأجيال من الغلط والزيادة والنقصان والتحريف، خاصة كتب الحديث الشريف. وهذا الانجاز العقائدي العلمي الانساني يعود الفضل فيه إلى الاسلام.
وفي مقابل ذلك توجد نقطة ضعف في كتب الحديث المطبوعة في هذا العصر الأخير، وهي تفاوتها عن نسخها المخطوطة التي وصلت إلينا أو التي نقل منها العلماء في الأجيال السابقة. ففي حالات عديدة يمكن تفسير هذه الفروقات بأنها خلل طبيعي من أيدي الطابعين كما كان في الماضي من أيدي النساخ، ولكن في حالات أخرى كثيرة لا يمكن تفسيرها بذلك بل تجد نفسك مجبرا على توجيه الاتهام والبحث عن المتهم.. ولا نريد الإطالة بذكر الأمثلة المتعددة على ذلك فستراها في هذا المعجم.
وسواء أحسنا الظن فقلنا إن أصحاب دور النشر والمطابع أشخاص غير متخصصين وغير دقيقين فلا غرابة أن يقع منهم التصحيف والسقط في كلمات أو