أما قبل عمل هوية لكل حديث فإن الفهرسة الموضوعية ستكون ناقصة مبتورة وأحيانا مشوهة، لأنه عندما يكون الأساس في معرض التغير لأدنى سبب يكون ما يبنى عليه أكثر تزلزلا.
إنه من الضروري أن نلتفت إلى الفرق الجوهري بين عمل الفهرسة الموضوعية في القرآن الكريم والسنة الشريفة، فالنص القرآني نص قطعي محدد بأعلى درجات القطعية والتحديد، وهو بذلك جاهز لأنواع العمل الفهرسي الموضوعي وغير الموضوعي. أما نص الحديث الشريف فلابد أن نرفع أولا درجة ثبوته وتفاوت ألفاظه وملابسات دلالته إلى أكبر حد ممكن. ليكون بذلك جاهزا لعمل الفهرسة والبحث الموضوعي. ولهذا السبب الجذري تبقى كل الجهود الموضوعية في الأحاديث الشريفة رغم فوائدها الكثيرة للباحثين والمسلمين مهددة بانكشاف ضعفها أو بانهيارها، لان الوحدة الحديثية التي بنيت عليها لم تكن مكتملة الهوية.
لقد وصلنا من تجربة أربع سنوات في تهيئة هوية لنحو ألفين من الأحاديث حول الإمام المهدي عليه السلام وما يكون قبله وبعده، إلى أن عملنا بدون الكمبيوتر يشبه الصناعة اليدوية بالنسبة إلى الصناعة الحديثة. فالعمل اليدوي وإن تميز بجماله الخاص وقيمته المعنوية، لكن كلفته من الوقت ومحدودية إنتاجه نقطتا ضعف لا تجبران.
لهذا نتقدم بالدعوة المخلصة إلى جميع علماء الاسلام والمؤسسات والعاملين في حقل الحديث الشريف أن يركزوا جهودهم على إتقان أساس كل الخطوات التالية وهو استخراج الهوية الكاملة لأحاديث السنة الشريفة، أو لموضوع خاص منها كموضوع الإمام المهدي عليه السلام. والحمد لله أن بوادر هذا الاتجاه بدأت تظهر في الحوزات العلمية والمؤسسات التحقيقية.
4 القيمة العلمية لأحاديث الإمام المهدي عليه السلام سؤال قد يطرح أو يخطر في الأذهان، وجوابه أنا لا نعرف أحدا من العلماء يفتي بصحتها جميعا دون استثناء لان فيها المتعارض الذي لا يقبل الجمع، وفيها الضعيف، وفيها المردود. وفي نفس الوقت لا نعرف أحدا من العلماء المعتبرين الموزونين من كل فرق المسلمين يجرؤ على ردها، لان الكثير الكثير منها ورد في أثبت