ولكن الجهد المركز كان في مراحل التنظيم والتدقيق، والتدوين والتطبيق، قبل النهائي والنهائي. وقد استغرقت هذه المراحل عمل أربع سنوات كاملة من نحو عشرين محققا وموظفا، ثم كان وضع الفهارس المتعددة عملا فنيا علميا غير شاق، باستثناء الفهرس الموضوعي.
2 مجلدات المعجم يختلف مقياس الاختصار والإطالة في الكتب باختلاف الموضوع واختلاف نظر المؤلف والقارئ. ونتصور أننا قد راعينا جميع ذلك في تدوين المعجم فاستعملنا العبارة المليئة المرصوصة، وتجنبنا كل ما من شأنه أن يضخم مجلدات المعجم ويتلف وقت الباحث. وفي نفس الوقت حرصنا على كل ما ينفع الباحث والقارئ من استقصاء مصادر الحديث من أول مصدر ورد فيه إلى عصرنا، وفروق متونه، وكلمات العلماء حوله، وشرح أهم غريبه، واستعمال العلامات والرموز العلمية، وتنويع الفهارس التي يحتاج إليها أنواع الباحثين في هذا الموضوع أو ذاك.
ولهذا الغرض لم نورد كل الأحاديث التي تنص على ضرورة الامام في كل عصر، ولا كل الأحاديث التي تنص على أن الأئمة في هذه الأمة إثنا عشر، مع أنها تشمل الإمام المهدي عليه السلام وفي عدد منها تصريح باسمه، بل اكتفينا بإيراد نماذج منها، وإن كانت بحد ذاتها تبلغ مجلدا كاملا وتستحق الافراد.
ولهذا الغرض أيضا أفردنا الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة من غير أهل بيته فجاءت في مجلدين، ثم أوردنا الأحاديث المروية عن الأئمة أهل البيت عليهم السلام ورتبنا الروايات المفسرة للآيات منها حسب ترتيب القرآن الكريم، فجاء المجموع في مجلدين آخرين. فنرجوا المعذرة من العلماء والباحثين والقراء أننا لم نستطع أن نقدم لهم هذا المعجم في أقل من أربعة مجلدات، ولكنا نأمل أن يكون كما قال بعضهم: لا يستغني عنه باحث في موضوع الإمام المهدي عليه السلام، ولا يحتاج إلى كتاب غيره.
وقد يؤخذ علينا أو لنا أنا خرجنا أحيانا عن موضوع الإمام المهدي عليه السلام فأوردنا أحاديث ما يكون بعده من مقدمات القيامة وأشراطها مثل أحاديث خروج يأجوج ومأجوج ودابة الأرض التي تكلم الناس، وما يكون قبل ظهوره من