الحكمين بقيادة جيش من أهل الشام إلى مكة والمدينة واليمن وأمره ان يقتل كل من يوالي عليا (ع) ولا يدين بولاء آل أبي سفيان، فقتل في طريقه كل متهم بالتشيع والولاء لأهل البيت، وخافه الناس، وقبل ان يدخل المدينة خرج منها أبو أيوب الأنصاري، الوالي عليها من قبل علي (ع)، فدخلها بسر بن أرطاة بدون اية مقاومة، فصعد منبر الرسول في المسجد، وتوعد من كان فيها من المهاجرين والأنصار وأبنائهم بالقتل ان لم يبايعوا معاوية بن أبي سفيان، ثم قال: اما والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت في المدينة محتلما الا قتلته، وامر الناس بالبيعة لمعاوية، ومن تمنع عن ذلك أمر بقتله، وأرسل إلى بنى سلمة، وقال لهم: والله ما لكم عندي أمان ولا اقبل منكم بيعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله الأنصاري، فذهب جابر إلى أم سلمة زوجة النبي (ص) واستشارها بالامر وكان مما قاله لها: ان هذه البيعة التي يريدها لمعاوية بيعة ضلال، وأخاف ان اقتل، فأشارت عليه ان يبايع كما أشارت على ولدها بذلك، ثم مضى يتتبع المهاجرين والأنصار فمن لم يجده منهم هدم داره، ومضى إلى مكة ففعل فيها مثل ذلك، وفي طريقه إلى اليمن قتل جماعة من الأبرياء، ولما انتهى إليها فر منها عبيد الله بن العباس وكان واليا لعلي فيها فقتل طفلين لعبيد الله وأمهما تنظر إليهما وكان من نتيجة ذلك أن فقدت عقلها ورثتهما بالأبيات التالية فرق لها القريب والبعيد.
ها من أحس بابني اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف ها من أحس بابني اللذين هما سمعي وعقلي فعقلي اليوم مختطف حدثت بسرا وما صدقت ما زعموا من قتلهم ومن الاثم الذي اقترفوا أنحى على ودجي ابني مرهفة مشحوذة وكذاك الاثم يقترف.
وأغرى معاوية بسرا في يوم من صفين بمبارزة علي (ع)، وكان من ابطاله المبرزين، فلم يجد بسر بن أرطاة سبيلا للتهرب، ولما دنا من