وقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين الذي كان بدعوته للأنبياء واتباعهم، ما يؤكد ان الأئمة لم يترددوا في تعظيم الطيبين من الصحابة وتقديسهم.
قال (ع) اللهم وصل على أصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، وأبلوا البلاء الحسن في نصره، وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في اظهار كلمته، وقاتلوا الأبناء والآباء في تثبيت دعوته وانتصروا به، وحتى كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنسى لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه يا ارحم الراحمين.
هؤلاء الذين عناهم الامام بتلك الدعوات المباركات من بين من أسموهم بالصحابة ينظر الشيعة إليهم بكل تقديس وتقدير ولا يرتاب أحد في عدالتهم واستقامتهم وولائهم للرسول ودعوته المباركة طيلة حياتهم وجهادهم المخلص لاحيائها وارساء قواعدها إلى أن فارقوا الدنيا بقلوب عامرة بالايمان ونفوس مطمئنة بما وعد الله به العاملين والمجاهدين.