من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه ومن دخلها فبرحمته.
هذه المرويات وفي ها في فضل الشام وجندها وأصحابها تؤكد عدالة معاوية ومن تبعه كعمرو بن العاص وولده عبد الله وأبي هريرة ومروان وزمرته وغيرهم ممن انضم إلى معاوية من الصحابة وأبنائهم، لان هؤلاء قد دخلوا الشام وسكنوها، ومن دخل الشام فقد دخل رحمة الله كما يدعي كعب الأحبار وتلامذته.
ومنهم أبو هريرة الذي، روى عن الرسول (ص) انه ما من مولود يولد الا ويمسه الشيطان، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها فان الله جعل دون الطعنة حجابا، فأصاب الحجاب ولم يصبها (1)، ولازم ذلك أن الأنبياء جميعهم لم يسلموا من طعنة الشيطان حتى محمد ابن عبد الله (ص) فقد أصيب بتلك الطعنة وتأثر بها كغيره من الناس كما يقتضيه الاستثناء الذي اقتصر على مريم وابنها وكان أبو هريرة من صنائع معاوية، والمقربين إليه، وقد ولاه على المدينة وروى له ما يشاء في علي (ع) واتباعه، وجاء في شرح النهج. انه لما دخل العراق عام الجماعة دخل أبو هريرة مسجد الكوفة، فلما اجتمع حوله الناس جثا على ركبتيه وضرب صلعته بيده مرارا، وقال يا أهل العراق تزعمون اني اكذب على رسول الله (ص) واحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول الله يقول: ان لكل نبي حرما، وان المدينة حرمي فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ثم قال: واشهد بالله ان عليا أحدث فيها (2).
وهو الذي وصف مسيرة الجيش الذي بعثه النبي (ص) إلى