السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٨٦
عباده في تقواهم ودرجة إيمانهم وإخلاصهم، وبعد أن قال تعالى ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ (١)، قال: ﴿وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون﴾ (2).
ولتوضيح ذلك يستطيع القارئ الكريم أن يراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (ج 4 ص 454 - 462) وفيه جواب الزيدي على اعتراض أبي المعالي الجويني عما يخص الصحابة الذي نقله أبو جعفر النقيب، ليرى كيف أن الصحابة تكفر وتفسق وتلعن وتسب بعضها بعضا، وما نقله ابن أبي الحديد حول صلح الحديبية وآثاره السيئة على الصحابة الذين فروا أخص منهم عمر، وكيف أن المنقذ الوحيد لهم من يد المشركين كان علي (عليه السلام).
ولكي أثبت أن السقيفة كانت أم الفتن ومنبع ظلم، تلتها مظالم إلى اليوم، وأنها لم تكن فيها لا صفة إجماعية ولا بعض إجماعية، بل قامت على أكتاف أفراد رجال ونساء لا يعدون العشرة فيهم مكر وخداع، وتلاها قتل وجور وسلب ونهب وسبي وكل ما يتصوره المرء من المظالم، وتلا الغصب غصب مكرر على مر العصور والأحقاب، والقسر قسر متكرر بدأ بإجبار علي (عليه السلام) وبني هاشم والصحابة المقربين على البيعة، وغصب نحلة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرة فدك، وما تلا ذلك من اعتراضات علي وفاطمة وبنيهم (عليهم السلام) وصحابتهم (رض)، أقدم نبذة من خطبة الزهراء (عليها السلام) التي خطبتها على أثر غصبهم منصب الخلافة، وبعدها أعمال القسر والظلم، وهي تذكرهم بأمجاد أبيها وبعلها، وأعمالهم وما كانوا عليه قبل الإسلام، حيث تقول:
" وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون الورق، أذلة خاسئين، تخافون

(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست