[المورد (20) -] تبشيره صلى الله عليه وآله بالجنة لكل من لقي الله عز وجل بالتوحيد، مطمئنا به قلبه.
وذلك حيث اقتضت حكمة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله أن يؤذن في الناس بهذه البشرى، تبيانا للحقيقة من عاقبة الموحدين، وكشفا عن الواقع من أمرهم، وتنشيطا لأهل الإيمان، وترغيبا فيه، وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله أبا هريرة بذلك فقال له: اذهب فمن لقيته يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة. فكان أول من لقيه عمر فسأله عن شأنه، فأخبره بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو هريرة - فيما أخرجه بالإسناد إليه مسلم في صحيحه (1) -. فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال: ارجع يا أبا هريرة، فرجعت إلى رسول الله فأجهشت بكاء، وركبني عمر وإذا هو على أثري.
فقال لي رسول الله: مالك يا أبا هريرة؟ فقلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة فخررت لأستي فقال ارجع. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر ما حملك على ما فعلت؟ قال يا رسول الله أبعثت أبا هريرة بأن من لقى الله يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه يبشره بالجنة؟ قال رسول الله: نعم.
قال: لا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله:
فخلهم ا ه (254).