النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ١٨٦
وحينئذ عرف الصحابة الذين عظم عليهم رد أبي جندل إلى قريش مع أبيه - إن طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله خير مما أحبوه، وعلموا أن الحكمة كانت في الحديبية توجب الصلح فرضا على التعيين، وأنه صلى الله عليه وآله لا ينطق عن الهوى وندموا كل الندم على ما بدر منهم من هناة معترفين بالخطأ، وقدرت قريش موقفه يومئذ معها في حقن دمائها، وحسن عواقبها، وعرفوه صادق الضمير، مخلص السريرة ودودا مشفقا، والحمد لله رب العالمين (246).
[المورد - (18) - صلاته صلى الله عليه وآله على " ابن أبي " المنافق:] وقد عارضه صلى الله عليه وآله بغلظة وعنف، وحسبك من عنفه يومئذ ما أثبته أهل الصحاح والمسانيد، وأرسله أهل الأخبار والسير إرسال المسلمات (247).
وإليك منه ما أخرجه البخاري في كتاب اللباس من صحيحه (1) بسنده إلى عبد الله بن عمر قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه فقال: يا رسول الله

(٢٤٦) السيرة الحلبية ج ٢ / ٧١٨ - ٧٢١، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ / 20، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج 2 / 192 - 193.
وقريب منه في:
الكامل لابن الأثير ج 2 / 139، الطبقات لابن سعد ج 4 / 134.
(247) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 12 / 87 ط أبو الفضل، الطرائف لابن طاوس ج 2 / 443 عن الجمع بين الصحيحين.
(1) في ص 18 من جزئه الرابع، وأخرجه أيضا في باب قوله تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)، من تفسير سورة التوبة ص 92 من الجزء الثالث من الصحيح.
ورواه الإمام أحمد وغير واحد من حديث عبد الله بن عمر وغيره في مسانيدهم فراجع (منه قدس).
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»