وان كان الضمير في الحديث في قوله: «فأبى ثم قال» راجعا إلى زيد فلا معنى لقوله: لما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لزيد هذا الكلام.
فان هذا الكلام على هذا التقدير لم يقله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل قاله زيد ولا شبهة في أن هذا الكلام إشارة إلى الكلام المنقول في عبارة العلامة رحمه الله.
وبهذا التقرير يعلم خيانة ابن روزبهان في النقل وافترائه كما يعلم من سخافة عقله وقلة ادراكه، حيث أنه اختلق عبارة لا يمكن ارتباطها بالحديث وقد اقتصر العلامة التستري نور الله مرقده لتوضيح الفقرة الأولى أعني خيانته في النقل، دون الثانية قبالا لما تفوه به في حق العلامة، لامن جهة أنه خفي عليه ما قررناه.
فقال رحمة الله عليه: من بدايع حيل هذا الناصب العاجز الكاذب الخائن أنه لما أراد التفصي عن التشنيع المتوجه على أصحابه في هذه الرواية بضم بعض ما اخترعه من العبارات أرعد وأبرق أولا تشدد في اظهار التعجب والغرابة ونسبة المصنف قدس الله روحه إلى الخيانة والتقصير، وختم ذلك بسؤال العصمة عن التعصب ليسد بذلك باب رجوع الناظرين إلى مأخذ الرواية فلا يظهر خيانته فيها بالزيادة عليها.
والحاصل إنا قد راجعنا صحيح البخاري فكان الحديث كما نقله المصنف تغمده الله بغفرانه، ولم يكن من الإضافة التي ذكرها هذا الناصب الخائن الشقي عين ولا أثر، فمن أبى لحسن ظنه في هذا الشقي السقيم فليراجع ذلك الصحيح، ليتضح له ما أتى به من الكذب الصريح.
ومن هاهنا أيضا يظهر صدق ما أشرنا إليه في بعض المباحث، من أن