القول الصراح في البخاري وصحيحه الجامع - الأصبهاني - الصفحة ١٣٩
ينافي دفع الاحتجاج به، بل لابد من الايمان به، ولابد من رد الاحتجاج به.
ولما كان الجدل ينقسم إلى حق وباطل وكان من لغة العرب: أن الجنس، إذا انقسم إلى نوعين: أحدهما أشرف من الآخر، خصوا الأشرف باسم الخاص، وعبروا عن الآخر، باسم العام، كما في لفظ الجائز العام والخاص، والمباح العام والخاص، وذوي الأرحام العام والخاص، ولفظ الجواز، العام والخاص، ويطلقون لفظ الحيوان على غير الناطق، لاختصاص الناطق باسم الانسان غلبوا في لفظ الكلام والجدل، فلذلك يقولون: فلان صاحب كلام ومتكلم، إذا كان قد يتكلم بلا علم، ولهذا ذم السلف، أهل الكلام والجدل.
فإذا لم يكن الكلام بحجة صحيحة، لم يكن الا جدلا محضا، والاحتجاج بالقدر من هذا الباب، كما في الصحيح عن علي رضي الله عنه قال: طرقني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفاطمة فقال: ألا تقومان فتصليان، فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا، قال فولى وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا، فإنه لما أمرهم بقيام الليل فاعتل علي بالقدر، وأنه لو شاء الله لايقظنا، علم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ان هذا ليس فيه إلا مجرد الجدل الذي ليس بحق، فقال: وكان الانسان أكثر شيء جدلا (1).
وأنا والله استحيي من بيان لوازم كلامه الميشوم سيما بعد ضم بعضها إلى بعض، وتعصبات هذا الملحد الزنديق وتحاملاته كثيرة لم أر أحدا من علماء العامة بلغ مبلغه في التعصب وتجاسر على بعض ما صدر عنه، وقد تقدم كلامه في حجية أقوال العترة الطاهرة.

1. منهاج السنة 2: 10 - 11.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم: آية الله جعفر السبحاني الف
2 مع الإمام البخاري في صحيحه الف
3 ترجمة شيخ الشريعة الإصبهاني ح
4 شيخ الشريعة وثورة العشرين يب
5 شيخ الشريعة وكتبه العلمية يج
6 كلمة المحقق يد
7 مقدمة المؤلف 15
8 الفصل الأول الإلزامات 23
9 المعاند وروايات المناقب 25
10 الأمر الأول: البخاري وعدم روايته عن الصادق (عليه السلام) 39
11 مع العترة الطاهرة 45
12 الأمر الثاني: يحيى بن سعيد القطان 69
13 الأمر الثالث: اعتقاد البخاري بخلق القرآن 73
14 الأمر الرابع: التعريف بالبخاري 89
15 الفصل الثاني الروايات المتكلم فيها 103
16 حديث: خطبة عائشة 105
17 نسبة الخلاف إلى إبراهيم 109
18 نسبة الخلاف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 115
19 حديث: احراق بيت النملة 116
20 حديث: تفضيل الخلفاء وتكذيب رواته 118
21 حديث: ليلة الإسراء 120
22 حديث: تفضيل زيد بن عمرو بن نفيل على النبي (صلى الله عليه وآله) 124
23 حديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات» 131
24 حديث امتناع علي بن أبي طالب عن صلاة الليل 132
25 ابن التيمية وطاعة أولى الأمر 140
26 ابن حجر العسقلاني ومعرفته بابن تيمية 142
27 ابن حجر المكي ومعرفته بابن تيمية 145
28 حديث: خطبة بنت أبي جهل 149
29 حديث: الإستقساء للكفار 152
30 حديث: أخذ الأجرة على القران 154
31 حديث: فيه تكذيب (وإن طائفتان...) 155
32 أبو حنيفة يكذب حديث أبي هريرة 157
33 ابن حزم وتكذيب حديث المعازف 160
34 الفصل الثالث مشاهير الرواة في حديث السنة 163
35 عبد الله بن عمر بن الخطاب 165
36 عبد الله بن عمر لم يبايع علي بن أبي طالب 166
37 عبد الله بن عمر وبيعته ليزيد والحجاج 167
38 عبد الله بن عمر يخالف علي بن أبي طالب 170
39 عبد الله بن عمرو بن العاص 175
40 عمرو بن العاص ومعاوية 178
41 عبد الله بن عمرو بن العاص في كلام معاوية 181
42 عبد الله بن الزبير 181
43 عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس 195
44 عبد الله بن الزبير وخدعته لعائشة 197
45 عبدلله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم 203
46 أبو موسى الأشعري 209
47 أبو موسى كان مخالفا لعلي بن أبي طالب 214
48 أبو هريرة الدوسي 226
49 أبو حنيفة يطعن على أبي هريرة 233
50 سبط بن الجوزي 237
51 المصادر والمراجع 241