وصحة بدنه، هل يعني بذلك انه صلى الله عليه وآله إذا كان قويا في بدنه وصحيحا في جسمه ذا شوكة وأنصار، لا تجوز مخالفته والرد عليه - والمخالفة آية النفاق - وإذا كان ضعيفا في بدنه مريضا لا قوة له ولا ناصر، تجوز مخالفته والرد عليه وايذاؤه ومناقشته، فهذا قول من لا دين له ولا عقل، وتعصب وعناد.
وإن أراد انه صلى الله عليه وآله إذا قل أنصاره وضعفت شوكته وغلبه الوجع، ضعف عقله وقلت بصيرته، فلا يؤمن إذا كتب لهم كتابا أن يأمر بما فيه ضلالهم وفساد شرعهم، فهو تكذيب لقوله صلى الله عليه وآله في وصفه الكتاب: " لا تضلوا بعده "، ورد لشرع الوصية واستحبابها بل وجوبها، وتخطئة للحكمة الباعثة على الامر بها، إلا أن يخصه صلى الله عليه وآله ويستثنيه من بين العرب والعجم والرعاع والأكراد، فهو خروج عن الدين جملة، جل من وصفه سبحانه بأنه * (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى) * (1)، وأمر ب * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) * (2) عن ذلك كله.
وعلى كل حال فكل ما يمكن أن يقال ها هنا يمكن القول به في حال الصحة بالطريق الأولى، فما وجه فصله بين الامرين، وجعله مصدر الأول النفاق، والثاني محض نصرة الايمان وإقامة مراسمها.
ثم قال الشهرستاني: والخلاف الثاني في موته عليه السلام، قال عمر: من قال إن محمدا مات قتلته بسيفي هذا، وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى عليه السلام (3). انتهى.