الحسين يومئذ طفلا يحبو، وهو سنان بن أنس النخعي.
وروى الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن سويد بن غفلة: أن عليا عليه السلام خطب ذات يوم، فقام رجل من تحت منبره فقال: يا أمير المؤمنين عليه السلام اني مررت بوادي القرى فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له، فقال عليه السلام: " والله ما مات ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن حمار ".
فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين عليه السلام أنا حبيب بن حمار، واني لك شيعة ومحب.
فقال: " أنت حبيب بن حمار؟ " قال: نعم، فقال له ثانية: " والله أنت حبيب بن حمار؟ "، قال: أي والله، قال: " أما والله إنك حاملها، ولتحملنها ولتدخلن بها من هذا الباب " وأشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة.
وقال ثابت: فوالله ما مت حتى رأيت ابن زياد وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام، وقد جعل خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب بن حمار صاحب رايته، فدخل بها من باب الفيل.
وروى محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال: أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، قال: قال علي عليه السلام على المنبر: " ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا ".
فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل الله تعالى فيك، فقام الناس إليه يضربونه، فقال: " دعوه، أتقرأ سورة هود؟ " قال: نعم، قال: فقرأ عليه السلام: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * (1) ثم قال:
" الذي كان على بينة من ربه محمد صلى الله عليه وآله، والشاهد الذي يتلوه