اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ "، قالوا: بلى.
قال: " ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ "، قالوا: بلى.
فقال: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. انتهى.
وقال في موضع آخر من هذا الكتاب: زيد بن أرقم: ان النبي صلى الله عليه وآله قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
رواه أحمد والترمذي (1). انتهى.
قال الثعلبي في تفسير سورة المعارج: وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله تعالى: * (سأل سائل) * (2) قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك، حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي صلوات الله عليه فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة له حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعلقها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملا من أصحابه فقال:
يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا. ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمكم فضلته علينا وقلت: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فهذا شئ منك أم من الله؟