الاحكام، مكتسبا للفوائد مقتنصا للفرائد مكبا على تحصيل ذلك، وتحقيق ما أشكل من المسائل هنالك.
فلعمري لقد وجدته حريا بتنقيح كل ما يلقى عليه، بصيرا بدراية ما يتلى عليه ففي خلال ذلك قرأ ويسمع بقراءة غيره جملة من بعض الكتب الأصولية والفروعية كالكتاب المعتبر النبيه المسمى بمن لا يحضره الفقيه فإنه قد قرأه من أوله مع الاجلاء من القوم إلى مباحث الصوم قراءة بحث وإتقان، وتدقيق وتبيان، يشهد بجزيل فضله وكمال إدراكه، وغزارة علمه ونبله، وكتاب قواعد الأحكام وشرحها لشيخنا العلامة الفهامة أعلى الله درجته في دار الجنان، وجملة من حواشيه المدونة على غير الكتاب.
وقد طلب من هذا الفقير الإباحة له فيما قراه، والإجازة فيما حققه ودراه جريا على منوال القوم، ولم أزل مسوفا ذلك من يوم إلى يوم حتى جد في الطلب، ولم يسعني التقاعد عن ذلك في ولاء المجتنب، فأجبته إلى ما سأل وبلغة ما أمل، وكتبت هذه السطور المنهية عند شمسة من طرق المأمول المذكور، حيث كنت مرخصا في ذلك من مشايخي رضوان الله عليهم وأرضاهم، وأسكنهم في جنانه من منازلها العالية منيتهم ومناهم.
أولهم السيد الأيد الفائق على أقرانه، والمتبحر في العلوم بين أهل زمانه، الورع الزاهد الدائب العابد الحسيب الأفخر السيد تاج الدين حسن بن السيد جعفر الأطراوي العاملي برد الله مضجعه، ورفع في الجنان مقامه وموضعه فاني أنقل عنه بلا واسطة.
وثانيهم وثالثهم الشيخان الأمجدان الأفضلان الأعلمان الأكملان الأورعان:
الشيخ أحمد البيضاوي النباطي والشيخ أحمد بن خاتون العيناثي العاملي، جمع الله لهما بين كرامتي الدنيا والآخرة، بمحمد وآله والعترة الطاهرة، فاني أنقل عنهما أيضا بدون واسطة.
والرابع الشيخ الفاضل الورع البهي النقي الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي فان اتصالي إليه بالإجازة الصادرة منه لهذا الفقير في جميع مؤلفاته ومجازاته بطرقه