بأعجب من هذا؟ قال: حدث حتى يسمع القوم، قال: إني كنت من حي من أحياء العرب فماتوا كلهم فأصبت مواريثهم فانتجعت (1) حيا من أحياء العرب يقال لهم: بنو مؤمل كنت بهم زمانا طويلا ثم إنهم أرادوا أخذ مالي، فناشدتهم الله تعالى فأبوا إلا أن ينتزعوا مالي، وقد كان رجل منهم يقال له رباح، فقال:
يا بني مؤمل جاركم وخفيركم (2) لا ينبغي لكم أخذ ماله، قال: فأخذوا مالي فأمهلتهم حتى دخل رجب مضر، شهر الله المحرم، فقلت: اللهم أزلها عن بني المؤمل وارم على أقفائهم بمكتل (3) بصخرة أو عرض جيش جحفل إلا رباحا إنه لم يفعل.
أقول: ورأيت في رواية أخرى عوض " اللهم " " يا رب أشفاني بنو المؤمل فارم " ثم ذكرها تمامها.
قال: فبينما هم يسيرون في أصل جبل أو في سفح جبل إذ تداعى عليهم الجبل فهلكوا جميعا إلا رباحا فإنه نجاه الله تعالى.
فقال: والله ما رأيت كاليوم حديثا أعجب فقال رجل من القوم: أفلا أحدثك بأعجب من ذلك؟ فقال: حدث حتى يسمع القوم، فقال: إن أبي وعمى ورثا أباهما فأسرع عمي في الذي له وبقي مالي، فأراد بنوه أن ينزعوا مالي فناشدتهم الله تعالى والقرابة والرحم، فأبوا إلا أن ينزعوا مالي فناشدتهم الله تعالى فأمهلتهم حتى دخل رجب مضر شهر الله المحرم فقلت:
اللهم رب كل آمن وخائف * وسامعا نداء كل هاتف إن الخناعي أما تقاصف * لم يعطني الحق ولم يناصف