رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٠٩
من العمل الا وان النية هي العمل ثم فلا قوله عز وجل قل كل يعمل على شاكلته يعنى على نيته و بهذا الاسناد قال سألته عن قول الله عز وجل الامر اتى الله بقلب سليم قال السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه وقال وكل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة وعن أبان بن تغلب قال كنت صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام بالمزدلفة فلما انصرف التفت إلى فقال يا ابان الصلاة الخمس المفروضات من أقام حدودهن وحافظ على مواقيتهن اتى الله يوم القيمة وله عنده عهد يدخله به الجنة ومن لم يقم حدودهن ولم يحافظ على مواقيتهن لفى الله عز ولا عهد له ان شاء عذبة؟
وان شاء غفر له والاخبار في ذلك كثيرة فلنقتصر على هذا القدر واعلم أنه قد تستفيد؟
منها ان قبول الصلاة موقوف على الاقبال بالقلب بها والالتفات عما سوى الله فيها وان قبولها يوجب قبول ما سواها من الأعمال و ح فالاهتمام بهذه الصفة أمر مهم و الغفلة عنها خسارة عظيم وانحطاط قوى وغفلة ردية حيث يذاب نفسه في الطاعة يقوم بها اناء الليل واطراف ثم لا يجد بذلك ثمرة ولا يستفيد به فائدة قل هل ننبئكم بالأخير ان أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا خصوصا إذا ضم؟ إلى ذلك ما روى أن الصلاة إذا ردت رد ساير عمله كما انها إذا قبلت قبل ساير عمله فنسأل الله تعالى ان يمن علينا من فضله العميم بدوام الاقبال وقبول الأعمال المطلب الثالث في بيان الدواء النافع في حضور القلب اعلم أن المؤمن لابد ان يكون معظما لله تعالى وخائفا له وراجيا ومستحييا من تقصيره فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد ايمانه وإن كانت قوتها عنده بقد وقوة يقينه فانفكاك عنها في الصلاة لاسبب له الا تفرغ الفكر وتقسم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغفلة عن الصلاة ولا يلهى عن الصلاة الا الخواطر الواردة الشاغلة
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست