للمصنف أيضا رحمه الله تعالى وجعل الجنة منزلة ومنوا بسم الله الرحمن الرحيم مقالة في الحث على صلاة الجمعة أرسلتها إلى المؤمنين بالتماس بعض الأصحاب اعلم أن صلاة الجمعة من أعظم فرايض الاسلام وأفضل العبادات بعد الايمان خص الله تعالى بها هذا الأمة الكريمة وجعلها في ذلك اليوم الشريف من أجل مننه الجسيمة جامعة بين وظيفة الصلاة والذكر والموعظة واستماعها الموجبة لصفاء القلوب والانبعاث على التقوى والبعد عن معصية الله تعالى وقد خص الله تعالى كل ملة بيوم من الأسبوع يتقرب فيه إليه بما شرع لهم من الدين وجعل هذه الصلاة في هذا اليوم خاصة للمسلمين وقد وقع عليها مع ذلك من الحث العظيم وتأكيد الامر من الكتاب والسنة ما لا يوجد في غيرها من العبادات قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم يا أيها الذين امنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون وفى هذه الآية من ضروب التأكيد عليها مالا يقتضى الحال بسطه لكثرته ودقة مأخذه وامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقرائة هذه السورة يوم الجمعة في ساير الصلوات خصوصا صلاة الجمعة ليتدبر السامع لهذا الامر وينبعث على العمل بمقتضاه وأعاد التأكيد عليها في سورة المنافقين المأمور بقرائتها فيها أيضا فقال بعد أن سماها ذكر الله تعالى في السورة السابقة يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون فتأمل كيف جمع بين الامر بفعلها والحث عليه في السورة الأولى ثم شفعه بالنهي عن الاشتغال عنها والتهديد على تركها في السورة الثانية ووصف التارك لها بالخسران الذي وصف به الكافرين والظالمين في مواضع كثيرة
(٩٨)