رسائل الشهيد الثاني (ط.ق) - الشهيد الثاني - الصفحة ١٢٠
حضرته والفوز بمحبته كما ورد في كتابه الحكيم ووعد به رسوله الكريم وخلعه الدائمة في الدار الضافية دون تقريب ملك من ملوك الدنيا مع عجزه عن نفعك بدون توفيق الله تعالى لك وعدم الوثوق الحقيقي بوفائه ودوامه مدة يسيرة على تقدير وقوعه ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وآله ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه ويترقب دخوله ويقول البلال مؤذنه أرحنا يا بلال أشار بذلك الا انه في تعب شديد من عدم اشتغاله بهذه التكليفات وقيامه بوظائف الصلاة وإن كان سره لا يخلو من ضروب من المناجاة الا ان قرة عينه في الصلاة كما قال عليه السلام ثم استشعر بعد هذه البهجة خشية الله تعالى في الوقوف بين يديه وأنت ملطخ بكدوراتك النفسية وعلايقك الدنيوية وعوايقك البدنية فان استشعار الخوف شعار الكاملين كما أن الغفلة عن ذلك علامة المطرودين كما قد عرفته في تضاعيف اسرار وجملة الآثار واستحضر عظمة الله تعالى واجلاله ونقصان قدرك وكماله وقد روى عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه شغلا بالله عن كل شئ وكان علي عليه السلام إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل فيقال له مالك يا أمير المؤمنين فيقول جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض فأبين ان يحملنها واشفقر منها وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا حضر للوضوء أصفر لونه فيقال له ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء فيقول ما تدرون بين يدي من أقوم وكل ذلك إشارة إلى استحضار عظمة الله تعالى والالتفات إليه حال العبادة والانقطاع عن غيره وإذا سمعت نداء المؤذن فاحضر في قلبك هول النداء يوم القيمة وتشمر بظاهرك وباطنك للمسارعة والإجابة فان المسارعين إلى هذا النداء هم الذين ينادون باللطف يوم العرض الأكبر فاعرض قلبك على هذا النداء فان وجدته مملوا
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست